نصف مليار دولار الفارق بين تصريح الوزير ومدير توتال!!
التحالف الوطني لمناهضة صفقة الغاز: خدمة إعلامية
لا أحد في اليمن يكترث بسلامة المعلومات ومصادرها ولا يبدو أن أحداً على استعداد أن يُنفق وقته لفحص ومراجعة الأرقام الصادرة عن الحكومة ومسئوليها بين الحين والآخر: لا أفرادا ولا مؤسسات. هذه مجرد عينة: في 13 من الشهر الفائت حضر وزير النفط أمير العيدروس إلى البرلمان للرد على أسئلة بعض النواب. سمع الرجل، كما هو متوقع، توبيخاً شديداً بشأن مشروع الغاز المسال لكنه، على غير المتوقع، صم أذنيه وأخذ يدافع بحماسة ثورية عن "توتال يمن" ومشروعها الفاشل. حتى أنه قال، أثناء رده على انتقادات النائب المؤتمري علي العمراني، "إن مشروع الغاز المسال أهم مشروع أنجز في اليمن من حيث البنية التحتية" هكذا قال العيدروس "أهم مشروع"!! ثم ساق دليلاً دامغاً على أهميته: "إن تكاليف إنشاء المشروع بلغت 4 مليارات دولار" ويا له من دليل مفحم!
لم يخرج العيدروس عن السياق العام فهذا نفس أسلوب، ولغة، الإعلام الرسمي: "الهنجمة"! الهنجمة بالأرقام (4 مليارات دولار) كالعيدروس، أو بأحجار الأساس كالصحف الرسمية في ذكرى سبتمبر وأكتوبر ومايو، أو بعدد المدارس في ذكرى يوليو الماضي وحتى عدد قتلى المواجهات من القاعدة. ولولا الحياء لسمعنا حديثاً رسمياً عن عدد بلاط البحر الأحمر!
تحصّن العيدروس إذن بتكاليف إنشاء المشروع، ولم يجب عن أسئلة كثيرة تشغل الرأي العام من قبيل: لماذا حصة اليمن قليلة من مشروع الغاز 21% بينما حصة الشركات الأجنبية كحصة اليمن ثلاث مرات 79%؟ بل لماذا يباع كل ألف قدم مكعب من الغاز اليمني لتوتال الفرنسية بـ2.6$ ولكوجاز الكورية بـ3.2$ في حين أن السعر العالمي للغاز في النصف الأول من العام الجاري يتراوح بين 10 و12$ لكل ألف قدم مكعب؟
دليل نجاح، وأهمية، مشروع الغاز المسال بالنسبة لوزير النفط تكاليف إنشائه (4 مليارات دولار). ودليل فشل، وفساد، مشروع الغاز في الوقت نفسه تكاليف إنشائه: أيضاً وخصوصاً!! إن مقارنة سريعة بين مشروعي قطر واليمن تؤكد ذلك. مشروع قطر للغاز أكبر إنتاجاً وحجما وبنية تحتية وفي نفس الوقت أقل تكلفة من مشروع اليمن بأكثر من مليار دولار! اقرؤوا هذا الجدول جيداً. لن يفاخر وزير النفط على الأرجح بعد اليوم بتكاليف إنشاء مشروع الغاز اليمني. هذا مؤكد.
وجه المقارنة المشروع اليمني المشروع القطري
الإنتاج السنوي
6.7
مليون طن متري غاز مسال اليمن
8
مليون طن متري غاز مسال قطر
وبالتالي فالمشروع القطري أكبر من اليمني: إنشاء وإنتاجا
التكلفة الإنشائية
4.5
مليار دولار اليمن
2.8
مليار دولار
وبالتالي فالمشروع اليمني فيه فساد وإنفاق عبثي قطر
حصة الحكومة
21%
حصة اليمن
من غازها مقابل 79% للشركات الأجنبية
65%
حصة قطر
من غازها مقابل 35% للشركات الأجنبية
حصة الشريك اليمني من مياه شملان مثلاً أكبر من حصة الشريك الفرنسي: الماء أثمن من الغاز
أسعار البيع
3.2$
لكل ألف قدم مكعب بشكل ثابت
12.4$
لكل ألف قدم مكعب في يناير 2010م
تتغير التسعيرة القطرية كل شهر بينما اليمنية حسب إدعاء الحكومة كل 5 سنوات
السيولة
دفعت توتال الثلث تقريباً وبقية المبلغ قروض بنكية تدفع الحكومة اليمنية عليها فوائد
دفع المبلغ للحكومة القطرية كاملاً
الحكومة اليمنية باعت ديناً والقطرية نقداً
كنموذج على الاستخفاف بالرأي العام
نصف مليار دولار الفارق بين تصريح الوزير ومدير توتال!
صورة وزير النفط صورة مدير توتال اليمن
4
مليار دولار تكاليف مشروع الغاز 4.5
مليار دولار تكاليف مشروع الغاز
أمير العيدروس أثناء إجابته في جلسة الأربعاء (13/10/2010م في مجلس النواب.
مدير شركة إل إن جي في حوار مع مجلة الاستثمار، عدد أكتوبر 2010م رقم () صفحة 35.
# ينشر بالتزامن في عدة صحف ومواقع من أعضاء التحالف